
تتوزع الساكنة المغربية بشكل متفاوت حيث تتركز في القسم الشمالي بينما يسود شبه فراغ القسم الجنوبي . وداخل القسم الشمالي،يظهر تباين آخر بين المناطق الساحلية والمناطق الداخلية . – ففي المناطق الساحلية تتركز مجموعة من المدن تحتضن أعدادا مهمة من السكان كالدار البيضاء والرباط بكثافة مرتفعة . – المناطق الداخلية يكاد االستقرار و الكثافة يقتصر على المدن التاريخية كفاس ومكناس ومراكش ... فبالنظر إلى التقسيم الجهوي الجديد إلى 12 جهة، فإن %70 من ساكنة المغرب تتمركز بخمس جهات تتجاوز ساكنة كل واحدة منها 3 ماليين نسمة. وحسب وزنها الديمغرافي، تأتي جهة الدار البيضاء الكبرى-سطات في المرتبة االولى بعدد بلغ 6 ماليين و 862 ألف نسمة وبنسبة 20.3 بالمائة، تليها جهة الرباط سال القنيطرة بعدد بلف 4 ماليين و581 ألف نسمة وبنسبة 13.5 بالمائة، ثم جهة مراكش آسفي بعدد بلغ 4 ماليين و 521 ألف نسمة وبنسبة 13.4 بالمائة ، وجهة فاس-مكناس بعدد بلغ 4 ماليين و 237 ألف نسمة وبنسبة 12.5 بالمائة، وجهة طنجة-تطوان -الحسيمة بعدد بلغ 3 ماليين و557 ألف نسمة وبنسبة 10.5 بالمائة، بينما تتوزع األعداد الباقية على مختلف جهات المملكة بنسب متفاوتة تتراوح ما بين 7.9 بالمائة بجهة سوس ماسة و 0.4 بالمائة بجهة الداخلة-وادي الذهب . تتميز الساكنة المغربية بحركاتها الدائمة، فالمدن الساحلية حيث تعدد األنشطة االقتصادية واالجتماعية والثقافية٬شكلت مناطق جذب للسكان، بينما شكلت البوادي مناطق طرد لهم، ولعل هذا يعكس حالة انعدام التوازن على المستوى السوسيو اقتصادي بين مغرب أكثر حظا وآخر مهمشا . وعلى العموم،تصل الكثافة السكانية بالمغرب حوالي 40 نسمة/ الكيلو مترالمربع مقابل 29 نسمة سنة .1982 غيرأن التوزيع الجغرافي للسكان يتسم كما أسلفنا بعدم التكافؤ حيث يتركز حوالي ثلث السكان على عشر مساحة التراب الوطني، كما يالحظ تعارض مجالي واضح بين شرق وجنوب المحور الجبلي األطلسي من جهة حيث الكثافات ضعيفة، وشمال وغرب البالد من جهة أخرى حيث يرتكز جل السكان الحضريين والقرويين